من أنت؟!
أنت الجسد، الروح، النفس. أنت الخليط الفكري الذي يحمل في طياته التناقد والجنون.
أنت القابع في قفصك العقلي الذي يحمل قضبانًا من الرفض لكل ما هو مختلف وأي فكر آخر لا يتماشى مع معتقداتك وأفكارك وآرائك.
نحن نخاف من الحرية كثيرًا لأننا لا نحمل إيمانًا خالصًا إيماننا مزعزع وأفكارنا على الحافة لا أساس متين لها، فلا نحمل غير الثقة العمياء القادرة على جعلنا لا ننزلق في هوة الفكر الآخر، ومن أجل حماية هذه الثقة لا يوجد غير طريق واحد وهو «التطرف الفكري».
إن بعض الناس هكذا يحملون مخاوفهم وأفكارهم المتحيزة على أكتافهم ويسحقهم كل ذلك الثقل كما قالت «إليف شافاق» في واحدة من أروع الروايات التي قد تقرؤها يومًا.
أصبحنا لا نستطيع أن نكمل نقاشًا واحدًا دون أن نحطم الحدود الأخلاقية فيما بيننا، حتى لو كان ذلك مجرد نقاش عن إحدى المباريات ومرورًا بالاتجاهات السياسية بين مؤيد ومعارض، ووصولًا إلى المعتقدات الدينية.
على سبيل المثال: لم أفهم أبدًا لماذا الكثير من المسلمين يردد مسألة دخول المسيحيين النار، حتى وإذا لم تكن تأخذ ذلك من محمل متعصب، فهم يحبون ترديد ذلك وكأنه سوف يحمل لهم الجنة، يجدون لذة في الاقتناع بذلك لأنه يثبتهم على عقيدتهم لم يبحروا يومًا في المعاني العميقة في القرآن لعلهم يجدون ضالتهم، هو الله الذي أنزل في ذلك قوله «ليس بأمانيّكم ولا أمانيّ أهل الكتاب من يعمل سوءًا يجز به ولا يجد له من دون الله وليًّا ولا نصيرًا». أحسب على المسلمين مسلمة، ولكني كما قلت في أول المقال لست فقيهة في الدين لذلك تستطيع أن تقرأ التحليل الموضوعي للآية كاملة للشيخ محمد رشيد رضا من سورة النساء من هنا
المعضلة ليست في مسألة دخول غير المسلمين الجنة أو النار من وجهة نظري، المعضلة في كونك شخصًا تفكر في ذلك، وتقف منتصبًا كأنك صاحب رأي في الموضوع، أعتقد أن ما يجب أن يشغلك أكثر هو صفحتك أنت، وغير ذلك فهو الله وحده صاحب الكلمة الأخيرة.
لن ترفرف عليك حمامات السلام وأنت تقرأ المقال، ولن يرفع شعار عاش الهلال مع الصليب، ولن ترى صورة قس يصافح شيخًا أزهريًا كما في الإعلام، لا تقلق فإذا لم ترفرف هذه الحمامة داخل قلبك وعقلك لن يكون لها مكان آخر، والأكاذيب التي نعيش بها تسقط مع أول اختبار حقيقي نقف أمامه.
يقول سعود السنعوسي في روايته الرائعة ساق البامبو «لكل منا دينه الخاص، نأخذ من الأديان ما نؤمن به ونتجاهل ما لا تدركه عقولنا أو نتظاهر بالإيمان ونمارس طقوسًا لا نفهمها خوفًا من خسارة شيء لا نؤمن به».
ويقول أيضًا ليست الحرب هي القتال في ساحة المعركة بل تلك التي تشتعل في نفوس أطرافها، تنتهي الأولى، وتدوم الثانية!
التطرف الفكري لا يقتصر على فئة معينة ولا يركز على قضية بعينها، ولكنه فيروس يصيب الجميع بشكل نسبي؛ فهو يشكل سمة من سمات المجتمع وشئنا أم أبينا فإننا نحمله، فكلنا واجهنا اختلافًا في الرأي مع الآخرين أدى أحيانًا إلى قطع الصلات أو إلى حمل الضغائن التي لم تمحوها الضحكات المتبادلة. التطرف الفكري هو تلك التقسيمة التي تصنعها داخل عقلك الباطن في تعاملاتك مع الآخرين حسب اتجاهاتهم السياسية أو حسب عقيدتهم أو حتى حسب مستواهم الاجتماعي، وتكون هي المحرك الرئيس في نظرتك لهم وحكمك عليهم.
يقول «جبران خليل جبران»: «ما عييت إلا أمام من سألني: من أنت؟!».
أنت تقرر.
أنت الجسد، الروح، النفس. أنت الخليط الفكري الذي يحمل في طياته التناقد والجنون.
أنت القابع في قفصك العقلي الذي يحمل قضبانًا من الرفض لكل ما هو مختلف وأي فكر آخر لا يتماشى مع معتقداتك وأفكارك وآرائك.
نحن نخاف من الحرية كثيرًا لأننا لا نحمل إيمانًا خالصًا إيماننا مزعزع وأفكارنا على الحافة لا أساس متين لها، فلا نحمل غير الثقة العمياء القادرة على جعلنا لا ننزلق في هوة الفكر الآخر، ومن أجل حماية هذه الثقة لا يوجد غير طريق واحد وهو «التطرف الفكري».
إن بعض الناس هكذا يحملون مخاوفهم وأفكارهم المتحيزة على أكتافهم ويسحقهم كل ذلك الثقل كما قالت «إليف شافاق» في واحدة من أروع الروايات التي قد تقرؤها يومًا.
أصبحنا لا نستطيع أن نكمل نقاشًا واحدًا دون أن نحطم الحدود الأخلاقية فيما بيننا، حتى لو كان ذلك مجرد نقاش عن إحدى المباريات ومرورًا بالاتجاهات السياسية بين مؤيد ومعارض، ووصولًا إلى المعتقدات الدينية.
على سبيل المثال: لم أفهم أبدًا لماذا الكثير من المسلمين يردد مسألة دخول المسيحيين النار، حتى وإذا لم تكن تأخذ ذلك من محمل متعصب، فهم يحبون ترديد ذلك وكأنه سوف يحمل لهم الجنة، يجدون لذة في الاقتناع بذلك لأنه يثبتهم على عقيدتهم لم يبحروا يومًا في المعاني العميقة في القرآن لعلهم يجدون ضالتهم، هو الله الذي أنزل في ذلك قوله «ليس بأمانيّكم ولا أمانيّ أهل الكتاب من يعمل سوءًا يجز به ولا يجد له من دون الله وليًّا ولا نصيرًا». أحسب على المسلمين مسلمة، ولكني كما قلت في أول المقال لست فقيهة في الدين لذلك تستطيع أن تقرأ التحليل الموضوعي للآية كاملة للشيخ محمد رشيد رضا من سورة النساء من هنا
المعضلة ليست في مسألة دخول غير المسلمين الجنة أو النار من وجهة نظري، المعضلة في كونك شخصًا تفكر في ذلك، وتقف منتصبًا كأنك صاحب رأي في الموضوع، أعتقد أن ما يجب أن يشغلك أكثر هو صفحتك أنت، وغير ذلك فهو الله وحده صاحب الكلمة الأخيرة.
لن ترفرف عليك حمامات السلام وأنت تقرأ المقال، ولن يرفع شعار عاش الهلال مع الصليب، ولن ترى صورة قس يصافح شيخًا أزهريًا كما في الإعلام، لا تقلق فإذا لم ترفرف هذه الحمامة داخل قلبك وعقلك لن يكون لها مكان آخر، والأكاذيب التي نعيش بها تسقط مع أول اختبار حقيقي نقف أمامه.
يقول سعود السنعوسي في روايته الرائعة ساق البامبو «لكل منا دينه الخاص، نأخذ من الأديان ما نؤمن به ونتجاهل ما لا تدركه عقولنا أو نتظاهر بالإيمان ونمارس طقوسًا لا نفهمها خوفًا من خسارة شيء لا نؤمن به».
ويقول أيضًا ليست الحرب هي القتال في ساحة المعركة بل تلك التي تشتعل في نفوس أطرافها، تنتهي الأولى، وتدوم الثانية!
التطرف الفكري لا يقتصر على فئة معينة ولا يركز على قضية بعينها، ولكنه فيروس يصيب الجميع بشكل نسبي؛ فهو يشكل سمة من سمات المجتمع وشئنا أم أبينا فإننا نحمله، فكلنا واجهنا اختلافًا في الرأي مع الآخرين أدى أحيانًا إلى قطع الصلات أو إلى حمل الضغائن التي لم تمحوها الضحكات المتبادلة. التطرف الفكري هو تلك التقسيمة التي تصنعها داخل عقلك الباطن في تعاملاتك مع الآخرين حسب اتجاهاتهم السياسية أو حسب عقيدتهم أو حتى حسب مستواهم الاجتماعي، وتكون هي المحرك الرئيس في نظرتك لهم وحكمك عليهم.
يقول «جبران خليل جبران»: «ما عييت إلا أمام من سألني: من أنت؟!».
أنت تقرر.